السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لديك هدف في الحياة ؟
كثيرون مِنَّا يعيشون الحياةَ ضائعين ؛ ليس لهم هدفٌ أو هويَّةٌ أو مهامٌّ يتصدَّون للقيام بها
وكثير للأسف تضيعُ حياتُهم في عالم التَّمنِّي ، و يحلمون.. نعم ، لكنَّهم لا يملكون الدَّافعَ أو الرُّؤيةَ أو الخطَّةَ المدروسةَ لتحقيقِ هذاالحلمِ
بالنَّظرِ حولنا سنجدُ أنَّ الأجسادَ التي تسيرُ في دنيا النَّاس
معظمُها يسيرُ و يمضي بلا هدى و بدونِ وِجْهَةٍ محدَّدة
و مرسومةٍ بِدِقَّةٍ
ولعل هذا ما توضِّحه لنا هذه القِصَّةُ الرَّمزيَّةُ
هناك عاملان في إحدى شركاتِ البِنَاءِ.. أرسلتهمُ الشَّركةُ التي يعملون لحسابِها مِنْ أجلِ إصلاحِ سَطْحِ إحدى البناياتِ
وعندما وصلَ العاملان إلى المصعد وجدا لافتةً مكتوباً عليها ( المصعدُ معطَّل )
توقَّفا هنيهةً يفكِّران ماذا يفعلان ؟
لكنَّهما حَسَمَا أمرَهما سريعاً بالصُّعود على الدَّرج بالرّغم مِنْ أنَّ : - المبنى مكوَّن منْ أربعين دَوْراً
- سيصعدان و هما يحملان المعدَّات إلى هذا الارتفاع الشَّاهق ، و لكنَّها الحماسةُ .. فليكنْ
و بعد جهدٍ مُضْنٍ و عَرَقٍ غزيرٍ و جلساتِ استراحةٍ كثيرةٍ وصلا إلى غايتهما ، أي وصلا إلى سطح المبنى
هنا التفتَ أحدُهم إلى الآخر و قالَ : لديَّ خبران أودُّ الإفصاحَ لكَ عنهما ، أحدُهما سارٌّ و الآخرُ غيرُ سارٍّ
فقالَ صديقُه : إذاً فلنبدأ بالسَّارِّ
فقالَ له صاحبُه : أبشرْ لقد وصلْنا إلى سطحِ المبنى أخيراً
فقالَ له صاحبُه مظهراً ارتياحَه و سعادتَه : رائع.. لقد نجحنا
إذاً ما الخبرُ السيئ ؟
فقالَ له صاحبُه في غيظٍ : هذا ليسَ المبنى المقصود
ما المغزى مِنْ هذه القِصَّةِ ؟
للأسف الشَّديد هناك مَنْ يُمْضِي الحياةَ كهذين العاملين .. يجدُّ و يتعبُ و يعرقُ ثم في النهايةِ يصلُ إلى لا شيء
لماذا ؟
لأنه لم يخطِّط جيِّداً قبلَ أنْ يخطوَ ، و لم يضعْ لنفسهِ برنامجاً دقيقاً يجيبُ فيه على السُّؤالِ الهامِّ :
ماذا أريدُ بالتَّحديدِ .. و كيف أفعلُ ما أريدُ ؟
تُعيدُنا هذه القِصَّةُ إلى السُّؤالِ الذي صدَّرنا به كلامَنا :
هل لديك هدفٌ في الحياةِ تودُّ تحقيقَه ؟
هل تعرفُ إلى أين أنتَ ذاهب؟
منقول من كتاب ( سيطر على حياتك ) للدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله
أرجو أن يكون الموضوع قد نال اعجابكم
بأمان الله